توزر: تمور الرطب بأصنافها تجابه خطر الاندثار والزوال
العماري، اللاقو، القصبي، القندي، الترنجية، دقلة الطبابة، ودقلة حسن، الى جانب المناخر، وغرس مطيقي، هي أسماء لتمور لا يعرفها كثيرون ولكنها تجد طريقها إلى الأسواق مبكرا وبكميات قليلة تنفذ في غالب الأحيان في ساعات الصباح الأولى، يأتي عشّاقها مبكرا كي يظفروا بالقليل منها في أسواق توزر ونفطة بصفة خاصة.
وتسمّى هذه التمور بالرطب فهي قديمة قدم شجرة النخيل المباركة في أرض الجريد غير أن أعدادها القليلة والموجودة بصفة خاصة في الواحات القديمة مع أعداد محدودة جدا منها في الواحات الحديثة بات يهددها بالزوال مع غياب برامج تحفز الفلاحين على إعادة غراستها، كما أن أسعارها ارتفعت في ظل نقص الكميات المتوفرة، وفق أحمد الصحراوي تاجر تمور في السوق المركزية بمدينة توزر.
أما الاقبال عليها فهو يختلف من موسم لآخر وبحسب الطاقة الشرائية للمواطن، غير أنها تبقى من بين التمور المطلوبة محليا رغم ارتفاع تكلفة انتاجها وخصوصا نقص اليد العاملة المختصة في تسلق النخيل، وفق نفس المتحدث، مشيرا إلى أن أسعار هذه التمور تتراوح بين 5 دنانير بالنسبة الى صنف بوفقوس، و4 دنانير لصنف القندي، ودينارين بالنسبة الى اللاقو، وتختلف حسب قيمة كل صنف تجاريا وغذائيا.
وبالتوازي مع جهود بعض الفلاحين في الحفاظ على هذه الأصناف فقد انخرط المركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية لإكثارها والحفاظ عليها من خلال بعث ضيعة أصناف التمور التي تحوي قرابة 100 صنف من التمور من بين 250 صنف وثّقها الباحث بالمركز وأحد مؤسسيه عبد المجيد رحومة، وفق ما أكدته الباحثة ورئيسة وحدة التجارب،سهام معاشية، لوكالة تونس أفريقيا للأنباء.
وأمكن بفضل هذه الضيعة المحافظة على الموروث الجيني لأصناف النخيل التونسي، ودراستها خاصياتها والظروف المناخية الملائمة لإنتاجها، والتقنيات الزراعية المثلى، وساهمت الضيعة كذلك، وفق معاشية، من دراسة قيمتها الغذائية لاحتوائها على كمية أقل بكثير من السكر بالمقارنة مع صنف دقلة النور، مقابل احتوائها على كميات معتبرة من الجلوكوز والسكروز الى جانب مضادات الاكسدة والفيتامينات.
وبإمكان هذه الأصناف الصمود أمام التغيّرات المناخية في ظل تأثر دقلة النور بالتغيرات بها، وانخفاض جودة التمور، فضلا عن دراسة إمكانيات تحويل هذه الأصناف الى منتوجات ثانوية على غرار الرُبّ والسكر بما يجعلها ذات قيمة مضافة.
وما تزال مرحلة ترويج هذه الأصناف محتشمة، وفق الباحثة، نظرا لحاجتها الى سنوات عديدة حتى تخرج من المخابر وتتمّ أقلمتها على المحيط الخارجي، حيث يجري حاليا انجاز دراسات استشرافية بمخابر المركز ويحتضن مخبر زراعة الانسجة عمليات إكثار لعدد كبير من الأصناف عبر تقنية زراعة الانسجة بما يمكن من ترويجها لفائدة الفلاحين.
(وات)